Friday, September 29, 2006

اسمعوا الحدوتة: خطوات جديدة


استعنت بصوت سامية الجميل ولمسة تقنية ساحرة من عمرو...علشان نقدم لكم "خطوات جديدة".

Thursday, September 21, 2006

أصحابي الخياليين...تاني


كتبت العام الماضي تدوينة لحصر أصحابي الخياليين الذين تعرفت عليهم على مدار العام، وقررت أن استمر في هذا الطقس وأشارككم بعض ملاحظاتي عما قرأت في الأشهر الماضية. انتهز هذه الفرصة لأكرر أنني لست ناقدة أدبية ولكني فقط قارئة نهمة للغاية وثرثارة إلى أقصى حد، وأجد صعوبة في الاحتفاظ بانطباعاتي عن الكتب لنفسي. وكما ذكرت مسبقاً في كثير من المواقف، فالكتابة والقراءة تجربتان في منتهى الذاتية.

أنا عضوة في مجموعة لها اهتمامات ثقافية تجتمع أحياناً لتناقش بعض الكتب العربية أو الأجنبية، وفي شهر مايو كان كتاب إبراهيم عبد المجيد "لا أحد ينام في الإسكندرية" هو كتاب الشهر. استمتعت جداً بالأجزاء البانورامية في الرواية، التي تحكي حكايات عن تاريخ الإسكندرية وأهلها، بالإضافة إلى سرد للوضع العالمي في هذا الوقت. فيما عدا ذلك أحسست أن الرواية طالت أكثر من اللازم وقاومت أكثر من مرة حتى أنهيها، وفي النهاية لم أذهب لمناقشة الكتاب أو مقابلة الكاتب.

أخذ مني كتاب "إنديجو" لمارينا ورنر شهور طويلة حتى استطعت أن انهيه بنهاية شهر يونيو في ليلة طويلة لم اتمكن فيها من النوم لشدة الحر. تُعيد مارينا في قصتها إعادة كتابة نص "العاصفة" لشكسبير بمنظور مختلف تماماً، تستكشف فيه الاستعمار والعبودية والمقاومة، بالإضافة إلى قدرات السحر والكثير من الأرواح الهائمة. النص غني بالألوان، والاسم "إنديجو" (وهو اللون النيلي) مجرد بداية. كل شخص أو موقف أو حدث له هالة لونية تغلفه. النص يميل إلى التعقيد والمراوغة، فهي ليست رواية تُقرأ لتزجية الوقت ولكنها عرض لقضية الهوية...بالألوان.

من أسوأ مشاكلي في الحياة هو استحواذ فكرة معينة علىّ فلا أرتاح حتى أحققها (أو اقرر أنني لا أريد أن أحققها)، وأصابني هذا مع كتابات
لطيفة الزيات فأخذت أبحث عنها في كل مكان. ولم يساعد كلام د. رضوى عاشور المستمر عنها أو استشهاد بعض أصدقائي بقطع من كتاباتها في تخفيف حدة هذا الهوس. أتعرف هذه الحالة عندما تستحوذ عليك فكرة وتجد أن كل الأشياء تشير إليها وكل الأشخاص فجأة يتكلمون عنها؟ افتح التلفاز فأجد حوار قديم لها، أجد تسجيل صوتي لها على موقع الإذاعة المصرية بالصدفة، اتصل بإحدى صديقاتي (التي لا أعرف عنها اهتمامها بالقراءة أصلاً) وفي وسط الحديث تذكر أنها تقرأ مذكرات لطيفة الزيات. تصيبني كل هذه الأشياء بالغيظ الشديد وتجعلني أكثر عنداً في البحث. وفي محاولة لإيجاد كتبها ابعث برسالة استغاثة لمجموعة بريدية لها اهتمامات أدبية أطلب من أي فاعل خير لديه تلك الكتب أن يعيرني إياها. يأتيني الرد المنقذ من إنسانة جميلة تعرض إقراضي الكتب لبضعة ساعات لأنسخها وأعيدها إليها. اذهب لزيارتها فاكتشف إنها لبنى عبد المجيد شكري، مذيعة في صوت العرب ومسئولة عن برنامج ثقافي بها. رغم أن الخطة الأولية كانت أن أمر عليها لآخذ الكتب وامضي، في غمضة عين مضت أكثر من الساعة ونحن نتكلم عن الأدب والكتب والدراسة ولطيفة والكثير من الأشياء المبهرة، وذلك ليس لأني ثرثارة ولكن لأن لبنى إنسانة جميلة جداً ومتحدثة ممتعة للغاية. أعطتني لبنى كتابي لطيفة الزيات "الباب المفتوح" و"حملة تفتيش – أوراق شخصية". عندما زرتها مرة أخرى بعد ذلك بأسبوعين (لبنى أيضاً كريمة للغاية وتركتني استمتع بكتبها لأسبوعين) ذكرت لبنى أن محمد مقبل زوجها قد كتب مجموعتين قصصيتين. في ذلك الوقت كان قد مر على بضعة أشهر وأنا اكتب، لذلك انبهرت بفكرة مقابلة كاتب شاب نشر بالفعل كتابين. جاء محمد وجلسنا جميعاً نتكلم لساعات عن الكتب والكتابة. كانت أمسية جميلة للغاية لأنني حينها لم أكن استطيع أن أتحدث بحرية عن الكتابة، وعن كتابتي على الأخص، لأنني لم أكن أشعر أنني كاتبة. وجدت أن محمد يشاركني الكثير من المشاكل والهموم والمشاعر فيما يتعلق بالكتابة، مما طمأنني وأكد لي أنني إنسانة طبيعية (بشكل ما) في نهاية الأمر. وقبل أن اتركهما أهداني محمد مجموعته القصصية الثانية "الرماديون" ونصحني أن استمر في الكتابة وألا أيأس سريعاً، رغم أنه لم يكن قد قرأ لي بعد. لبنى ومحمد أسرة كريمة للغاية. صدر للبنى مؤخراً كتاب "اعترافات أدبية" عن دار الهلال، تعرض فيه مجموعة من لقاءاتها الإذاعية مع شخصيات أدبية وفنية مختلفة مثل مريد البرغوثي، بهجت عثمان، محمد عفيفي مطر، سلوى العناني، عبد الوهاب المسيري، سميح القاسم، وسلوى العناني وآخرين.

ما أعجبني في مجموعة "الرماديون" هو اللقطات المكثفة التي تميزت بها القصص القصيرة، لقطات حميمة جداً من الطفولة والشباب نجح من خلالها محمد برقة شديدة في استحضار عالم كامل من الشخصيات، تشعر أنك تعرفها جيداً وتصبح ممتناً لمحمد لأنه جعلك أكثر قرباً منها وتقديراً لها. قابلت محمد بعد ذلك بفترة طويلة جداً في كتب كتاب
عزبي وإيمان، وضحكت جداً عندما قال: "أيوه افتكرتك! إنتي صاحبة لبنى المثقفة!" فقلت: "الله يخليك ما تقولش كده ادام الناس! سُمعتي!"

غالباً عندما تحب كاتب بعينه تسعى لقراءة كل ما كتب، وحدث هذا معي ولكن بالنسبة لسيناريوهات
تشارلي كوفمان الذي كتب "التأقلم"، و"أن تكون جون مالكوفيتش"، و"الإشراق الأبدي للعقل الناصع". فيلم "التأقلم" مأخوذ عن كتاب سوزان أورلين "سارق الأوركيد"، وتعتبر هذه من المرات النادرة التي لا أندم فيها على مشاهدة الفيلم قبل قراءة الكتاب لأن كوفمان أبدع فعلاً في أن يستخلص سيناريو رائع من كتاب يتراوح بين كونه رواية ودراسة عن زهور الأوركيد. قرأت "سارق الأوركيد" بسرعة ولهفة، فهو من تلك الكتب التي تجبرك على القراءة والقراءة ثم الاستمرار في القراءة وأنت تلهث وراء الأحداث حتى تنسى التنفس أحياناً.


ماذا يمكن أن أقول عن كونديرا؟ هو مسئول عن الكثير من "اللعب" في دماغي. يضعك كونديرا أمام أفكار مذهلة، عارضاً بمنتهى البساطة ما يدور في أعمق أعماق النفس البشرية. يفعل ذلك ببساطة كأنه يقلب صفحة جريدة. يتعرض لأفكار تخشى أنت من التفكير فيها حتى وأنت وحدك، ثم يقنعك بصحتها وهو يسخر منها (ومنك أحياناً) في نفس الوقت. قرأت له هذا العام "
الهوية" وبعد الانتهاء من الكتاب وضعته جانباً وجلست أحملق في الفراغ ولم يصدر مني سوى "يا لهوي" بصوتٍ مأخوذ.

وجاءت رواية "
عابر سرير" لأحلام مستغانمي كمجرد تنويعة أخرى على تيمة روايتها الأولى "ذاكرة الجسد"، بنفس اللغة والتعبيرات الشعرية الملتوية الموحية. كنت قد انبهرت بـ"ذاكرة الجسد" ثم خرجت من "فوضى الحواس" بفوضى فعلية في حواسي وبعض من سأم، ولكني وجدتني أهرع بين صفحات "عابر سرير" لأنتهي منها و"أخلص". بعض الأشياء من الأفضل أن تُترك كما هي، وبعض الشخصيات لا يجب أن يلوى عنقها لتفصح عن المزيد، فالضرب في الميت حرام.

أعجبني جداً لكوتزي "
في انتظار البرابرة" و"فـو" (قد تُقرأ "Foe" على أنها اختصار لاسم دانييل ديفو كاتب رواية "روبنسون كروزو"، وقد تُترجم "عدو"). أما روايته "العـار" فقد جاءت مكثفة وصادمة. أحاول أن أكتب انطباعاتي عنها هنا ولكني لا أستطيع. يجب أن تجرب كوتزي بنفسك بدون آراء مسبقة من أحد.

اشتريت رواية سمية رمضان "
أوراق النرجس" لأني سمعت الكثير عنها، وعندما اشتريتها وجدت أنها حاصلة على جائزة نجيب محفوظ للرواية القصيرة...أو شيء من هذا القبيل. لم أفهم شيئاً ولم أشعر بأي شيء أثناء قراءتي لهذه الرواية، التي تركت لدى انطباعاً أن الكاتبة لا يعنيها القارئ، فهي غير مكترثة بإشراكه في الحكاية (إذا كانت هناك حكاية)، فتكتب بمصطلحاتها عن نفسها وعالمها وتلقي بهذا كله في وجهك كأنها تقول: "ورينا شطارتك!" تعجبت جداً من موضوع الجائزة هذا، وأحسست أن هناك شيء ما لم أفهمه وفهمته لجنة التحكيم وبناء عليه منحتها تلك الجائزة.

حاولت أن أقرأ "دنيا زاد" ل
مي التلمساني ثلاث مرات، وفي كل مرة ينقبض قلبي ويصيبني الملل في منتصفها (على الرغم من أنني قارئة صبورة)، فهجرتها غير مكترثة بمصير أبطالها أو بمعرفة نهايتها (وهذا شيء صعب جداً علىّ لأنني فضولية بطبعي). ثم قررت أن أعطي مي فرصة أخرى وأقرأ روايتها "هليوبوليس". امممم...هناك بعض الأجزاء الجيدة في الرواية، ولكن بشكل عام لم استمتع بها، ونسيتها بعد بضعة أيام من قراءتها. وأنا أُعد هذه التدوينة وجدت هذا النقد الجاد للغاية لقصة "دنيا زاد".

لا أعرف على وجه التحديد لماذا أشتري كتب بعينها، رغم عدم معرفة مسبقة بالكاتب أو الكاتبة، ولكني أعتبر نفسي من ضحايا البروباجاندا الثقافية، فيصيبني الانزعاج الشديد من كثرة قراءة اسم رواية جديدة أو كاتب "شاب" ما في كل الجرائد والدوريات الأدبية فأقرر أن أشتري هذا الكتاب أو ذاك لأرى بنفسي. كما يغيظني للغاية أن أجد هنا اسماء أقل ما يقال عنها إنها مغمورة، وسرد كامل لقصص حياتهم، ولا أجد يحيى الطاهر عبد الله، أو مزيد من التفاصيل عن عبد الرحمن منيف أو محمد المخزنجي.

كتبت اتيل عدنان روايتها القصيرة "
الست ماري روز" بلغة عربية محكمة، لم أقرأ مثلها منذ فترة. القصة مكثفة للغاية والكلمات تسكن السطور بوداعة؛ كل كلمة في مكانها، لا كلمة زائدة ولا أخرى ناقصة. تحكي عن بيروت والحرب الأهلية، ومن إحكام كتابتها أعرف كم تألمت.

شدني اسم رواية
سلوى بكر "العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء" لما للعربات الذهبية من معانٍ وإيحاءات أدبية وتاريخية كثيرة، فأردت أن أعرف لماذا لا تصعد العربة الذهبية للسماء. نجحت سلوى في إرغامي على التهام الرواية، فهي تحكي الحكاية تلو الأخرى بطريقة "الموجة بتجري ورا الموجة"، مما دفعني للسباحة بين الأمواج بمنتهى الاستمتاع.

وعندما لم تستطع أمي لأيام التوقف عن الحديث عن رواية سلوى بكر "
البشموري"، كان يجب أن أقرأها بسرعة قبل أن تقرر أمي أن تحكيها لي. أعجبني جداً تنوع سلوى في أسلوب السرد مع تنوع ظروف بطل الرواية. لن أستطيع أن أفسر أكثر من ذلك لكي لا أفسد عليكم متعة قراءتها. احترمت سلوى جداً لأنها قامت بكثير من البحث والدراسة قبل أن تكتب هذه الرواية الدسمة.

أمسك
علاء لسانه بالعافية عندما عرف أنني بلغت من العمر أرذله ولم أقرأ "هاري بوتر" أو أشاهد أي من أفلامه بعد، وأصر على أن يعطيني أول ثلاثة أجزاء "علشان يا دوبك تبقي على نفس المستوى الثقافي". لا أعرف فعلاً لماذا لم أكن قد قرأت "هاري بوتر" حتى الآن، ربما لأنني غالباً ما أنفر من الكتب التي تثار حولها ضجة عالمية كبيرة، والتي يزعم البعض أنها غيرت العالم، لأنه غالباً أيضاً ما تُحبطني هذه الكتب عند قراءتها، لذلك قرأت "الخيميائي" لكوهلو و"النبي" لجبران في وقت متأخر جداً من حياتي (ولم يحدثا فيّ الأثر المطلوب)، كما لم أشاهد فيلم "ماتريكس" أو "حرب النجوم" حتى الآن. نجحت جيه. كيه. رولينج في الجزء الأول "هاري بوتر وحجر الساحر" في الزج بي في عالمها الخيالي، فرجعت طفلة بعيون واسعة تقرأ بسرعة لتعرف كيف سينجو هاري وأصدقائه من الورطات التي تعترضهم. حاولت أن أقرأ الجزء الثاني ("هاري بوتر وغرفة الأسرار") ولكن كانت هناك الكثير من الكتب حولي (تحت وسادتي، فوق وسادتي، بجوار سريري، تحت سريري، على مكتبي، في المكتبة) تنتظر دورها. هل صحيح فعلاً إنك إذا قرأت جزء من هاري بوتر فكأنك قرأت كل الأجزاء؟

مررت مرور الكرام على رواية محمود الورداني "
الروض العاطر". لا أذكر عنها الكثير الآن. قال لي البعض إنها رواية جيدة ولكن يبدو أنني قرأتها في المزاج الخطأ، فلقد أنهيتها بسرعة وأغلقتها ووضعتها جانباً وتبخرت من عقلي.

سمعت كثيراً عن
عبد الرحمن منيف، ولكن كان حجم روايته "مدن الملح: التيه" مثبطاً للعزم. تشجعت وأخذتها معي للمصيف. رغم معرفتي القليلة باللهجة السعودية، إلا إنني عانيت من فهم بعض المواقف في الرواية. ولكن منيف نجح بأن يأتي إلىّ بالصحراء على شاطئ العلمين...ببدوها وجوها وصراعاتها وقبائلها. كانت رواية مجهدة للغاية ولكن أظن أنها تستحق كل هذا الجهد.

وشت بي إحدى صديقاتي وقالت
لإبراهيم فرغلي (روائي وصحفي بصفحة الأدب بالأهرام) إنه إذا أراد أن يكتب عن المدونات الأدبية فيجب أن يتحدث معي. كان إبراهيم يعد مقالاً عن المدونات لجريدة النهار اللبنانية. أقاوم بعنف فكرة الكتابة عني أو أن أتحدث بالنيابة عن المدونات الأدبية. ظللت أردد "مش عايزه مش عايزه" حتى أقنعني إبراهيم ووعدني أن يريني ما سيكتبه قبل نشره. لم أكن أعرف الكثير عن إبراهيم، ولكن أتذكر إن من سنتين كانت صديقتي تلك قد حكت لي عن روايته "ابتسامات القديسين" وكيف إنها حاولت ترجمتها. في الساعة الأولى من مقابلتي مع إبراهيم حكى لي عن تجربته مع الكتابة، وعن تقسيم الكتاب المصريين إلى جيل الستينيات، والسبعينات، والثمانينات، والتسعينات. طبعاً أنا لم يكن عندي أدنى فكرة عن مثل هذا التقسيم، فدراستي في الجامعة انحصرت في الأدب الإنجليزي، مع بعض نماذج الشعر الجاهلي وبعض المقتطفات من "ألف ليلة وليلة". عدت للقراءة باللغة العربية في عام 2003 بعد سنوات من التوقف، وكانت قراءاتي قد توقفت عند إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي و"بالعافية" ثلاثية نجيب محفوظ (حتى لا أغتاظ كلما ذكرها أحد أمامي)، وعندما عاودت القراءة بالعربية انحصرت في توصيات أصدقائي الذين أثق في ذوقهم، بدون أي مخاطرات أو مغامرات من جانبي. كان لقائي بإبراهيم، وذكره لكل تلك الاسماء والأعمال، التي لا أعرف عنها شيئاً، مبهراً بالنسبة لي، خصوصاً أن إبراهيم حكاء من الطراز الأول. وبعد لقائنا ونشره للمقال قررت أن أتلصص على كتابته هو شخصياً فقرأت له "ابتسامات القديسين"، وحيث إنني أعرف الكاتب فشهادتي مجروحة.

وطبعاً سمعت كثيراً عن سحر الموجي، ورأيتها في الكثير من الحفلات وصور المظاهرات، فهي صديقة لإحدى صديقاتي. كلما قابلت صديقتي تلك في أي مناسبة قالت: "تعالي أعرفك على سحر الموجي" وكل مرة كنت أقول: "لأ بعدين...مرة تانية". ثم وجدت لها روايتها "دارية" التي نصحني بها الكثير. طوال قراءتها وأنا أتنهد، يا الله، لماذا نتشابه هكذا؟ لماذا يصر الرجال في حياتنا على "تدبيس" أجنحتنا؟ لماذا يتوجب علينا أن نذهب بعيداً جداً لنجد أنفسنا...أو نضيعها؟ رأيت سحر بعد ذلك في حفلة لفرقة إسكندريللا بالساقية وذهبت لأتعرف عليها. "جناحاتك جناحاتك: إن صنتي صانت وإن خنتي خانت". حلوة منك يا سحر.

طلب مني أحد الأصدقاء مؤخراً أن أقترح عليه قائمة بكتب عربية يأخذها معه أمريكا ليزجي بها الوقت هناك. شملت قائمتي رضوى عاشور، ولطيفة الزيات، وحنان الشيخ، وسلوى بكر، وسحر خليفة، وسحر الموجي، فعلق صديقي: "ليه كلهم ستات يعني؟ إنتي feminist ولا حاجة؟" استوقفني سؤاله، فأنا لم أنتبه قبل ذلك لكون أغلب قراءاتي مؤخراً "نسائية"، وأدركت أنني أردت أن أرى كيف تتكلم النساء باللغة العربية، أين نلتقي وأين نبتعد، وخلصت إلى أننا نشبه بعض بتباين كبير جداً، وأن أغلبهن أصبحن—دون علمهن—من أصحابي الخياليين.


(ملحوظة: كان يجب أن أنتهي من هذه التدوينة وأنشرها في مايو الماضي، ولكن قوى الطبيعة كانت ضدي).

Tuesday, September 19, 2006

الآيس كريم أفضل من الحب


عشرة أسباب مقنعة:

1. الآيس كريم لا يكلفك شيئاً...تقريباً.

2. لن تدخل في صراعات درامية إذا ما أخذت آيس كريم شخص آخر (غيري أنا طبعاً).

3. لن تغار على الآيس كريم من باقي أصدقائه الآيس كريمات في الثلاجة، أو تشك في سلوكه.

4. لن تنتابك رغبات محمومة في السيطرة على الآيس كريم وتغيير شخصيته.

5. لن تفكر بالساعات فيمن سيأكل الآيس كريم غيرك، أو من أكل منه قبلك.

6. لن تسهر طوال الليل تفكر لماذا لم يرد الآيس كريم على اتصالك.

7. لن تحتار في كيفية التعبير عن مشاعرك للآيس كريم، ولن تفكر لأيام طويلة كيف تقول للآيس كريم إنك لم تعد تحبه بل أصبحت تميل للشوكولاتة أكثر.

8. لا يجب أن تعرف أهلك على الآيس كريم.

9. يمكنك أن تحصل على أكثر من نكهة في المرة الواحدة، أو نكهة مختلفة في كل مرة، بدون أن يظن أحد أنك خائن أو متلاعب أو "بصباص"...قد يظنونك فقط نهماً.

10. وأفضل ما في الآيس كريم أنه عندما تريده يمكنك أن تحصل عليه ببساطة من أي مكان وفي أي وقت.