Monday, June 23, 2008

معدولة ومقلوبة



1

في محاولة للقضاء على الوقت، نزلت في المساء قاصدة محل الخردوات، فلحقته قبل أن يغلق بدقائق. اشتريت إبر تريكو وعدة بكرات من الصوف تتمازج فيها درجات الكحلي والأسود. في المحل، سألتني البائعة إن كنت أُريد إبر رفيعة أم سميكة، أجبت بدون تردد: "الرفيعة". حاوَلت بلطف أن تنبهني إلى أن الإبر الرفيعة أصعب في الشغل، ومع الخيط الرفيع الذي اخترته ستأخذ الكوفية وقتًا طويلا حتى انتهي منها. لفتت نظري إلى أنها ستكون عملية متعبة ومملة، خاصة مع اللون الغامق الذي اخترته، حيث من الصعب رؤية الأخطاء في الغرز الضيقة. لزمت الصمت طوال حديثها، ولكن عندما نصحتني بلون آخر، نظرت لها ببرود وكررت: "الرفيعة من فضلك".

دفعت ثمن مشترياتي وخرجت من الباب، ثم استدرت وعدت للبائعة: "هذا الصوف ليس لكوفية؛ إنه لغطاء.. غطاء كبير.. غطاء ثقيل".

2

أنظر في الساعة: التاسعة والربع. أتنهد. أرتب المكان حولي حتى أستطيع أن أرحل في موعدي. ألتقط الإبر وأُكمل الكوفية، البيضاء هذه المرة. أُحب هذا الشكل؛ غرزة وغرزة، غرزة "معدولة" وغرزة مقلوبة. تصنع هذه الغرزة شكل جناحين.. أو قلب صغير. انظر في الساعة: التاسعة والثلث. تدخل المحل سيدة ترتدي معطف أسود طويل. تسأل عن مكان التريكو فأتنهد وأنا أراهم يشيرون إلىّ. اللعنة! سأتأخر! تبدو السيدة كأنها تعرف ما تريد، لكن عندما تختار إبر رفيعة وخيط رفيع، أحاول أن أنصحها. تبدو سرحانة؛ لابد أنها تفكر في كوفية لعزيز لديها. هل سأجرؤ يومًا أن أعترف أنني صنعت له ثلاث كوفيات؟ وحذاء صغير للرضيع المستقبلي؟ وقبعة صغيرة؟ وبلوفر صغير؟ انظر في الساعة: التاسعة والنصف. يبدو أن هذه هي كوفيتها الأولى. الكوفية دافئة، حميمة، وحنونة، وإذا صُنعت بعناية، تبدو وكأنها هالة تُحيط بالشخص الذي يلبسها، كأن حول رقبته طوق مكتوب عليه: "محظوظ". تُصر السيدة على اختياراتها وتدفع ثمن مشترياتها، وقبل أن ترحل تستدير وتقول لي أن الصوف لغطاء وليس لكوفية. يا لها من رومانسية!



Sunday, June 15, 2008

موسيقى داخلية



يجلس أمام البيانو ممزقًا بين البهجة والغيظ. للمرة الرابعة يحاول أن يبدأ التدريب على سيمفونية بيتهوفن الشهيرة بـ"القدر"، وللمرة الرابعة يفشل. يجلس مغتاظًا لأنه لا يريد أن يعزف هذه النغمات المفزعة؛ لا يريد هذا الآن، ولا يريده اليوم، وفي الواقع لا يريده طوال هذا الأسبوع، وغالبًا لن يريده لفترة طويلة قادمة. يجلس أمام البيانو وتدغدغه أطراف أصابعه شوقًا لعزف مقطوعة تبدأ من أقصى اليمين، حيث الأصوات الناعمة كشقشقة العصافير وهمس الصباح، وصولا لأقصى اليسار حيث الأصوات العميقة كهدير البحر وموجات الاشتياق. ينظر إلى أصابع البيانو، فيرى الأبيض الطويل والأسود القصير، متجاورين في حميمية وألفة، فيبتهج. هناك فروق بسيطة في الصوت، بين الأسود والأبيض الذي يحتضنه، ولكن - ولفروقهما البسيطة – يكملان بعضهما البعض، فينساب لحنهما ويفيض.

أصداء الرز بلبن



تحديث

الأحد 15 يونيو

مقالة رقيقة في مِصري

الثلاثاء 10 يونيو

كان في مقال حلو في الأهرام عني وعن عمر مصطفى بصفتنا من نجوم المدونات بس للأسف مش عارفه ألاقي اللينك الصح للمقالة

الخميس 3 ابريل

من المدونين للمدونين :) عمرو عزت كتب عن مدونات الشروق في جريدة البديل

الثلاثاء 4 مارس

النهارده إبراهيم فرغلي كتب في جريدة النهار مقال جميل يكمل الدايرة :) إبراهيم كان من أوائل الناس اللي عملت معايا حوار في 2005 على أساس إني من المدونات الأدبية الواعدة.. والنهارده بيكتب عن الكتاب.. الأدبي الواعد برضه

الاثنين 3 مارس

لسه مخضوضة :) بس سحر الموجي كتبت عني مقال جميل جدًا في المصري اليوم إمبارح.. وقالت إنها لما تشوفني هتقول لي كلام أكتر.. وده شيء يسعدني جدًا طبعًا

ودلوقتي بقى عندي صفحة لكتابي على الفيس بوك علشان آخد وآدي مع الناس كده ويعرفوا أخباري أول بأول

الخميس 14 فبراير

من كتر الفرحة أنا مخضوضة أوي.. ولا عارفه أنام ولا أشتغل.. بس قلت لازم برضه أعمل تغطية إعلامية سيبرية للحدث

حلقة العاشرة مساءً موجودة على يوتيوب:
الجزء الأول، الجزء التاني، الجزء الثالث (ولا ليالي الحلمية).. والشكر لمحمد سمير ولستُ أدري

وجريدة الجارديان كتبت عن مدونات الشروق في
مقالة عن الكتب في مصر

وياللا بينا عاملين لي
إعلان عن مناقشة الكتاب.. والشكر لعمر مصطفى

وإمبارح الأربعاء 13 فبراير شرّفني الأستاذ أحمد بهجت وكتب عن الرز بلبن في عمود "صندوق الدنيا".. وأحب أشكره جدًا على اللفتة الرقيقة دي