Wednesday, April 26, 2006

فوضى التكوين


الضباب الأصفر الذي يحك ظهره على إطار النافذة،
الدخان الأصفر الذي يحك أنفه في إطار النافذة،
لعق بلسانه أركان المساء،
تريث قليلاً عند البحيرات الصغيرة في البالوعات،
ترك رماد المداخن يسقط على ظهره،
وعندما وجد أنها إحدى أمسيات أكتوبر الناعمة
التف حول المنزل، وراح في النوم.

(
ت. س. إليوت -"أغنية بروفروك للحب")

تعرفي إيه عن الخيانة؟

من السهل على الإنسان...

واحدة واحدة!

من...

واحدة واحدة!

ميم...نون

أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر

- مالك تنحتي كده ليه فجأة؟

- هه؟

- تنحتي كده ليه؟

- باكتب

- بتكتبي فين؟!

- في دماغي.

والخلق ما بتشربش.


- ...حاسة إنه مهجور...
- لا أبداً...هو شوية إضاءة ويبقى كويس أوي!
- أنا كنت باتكلم عن قلبي...


أنا بحب الأبيات دي أوي...ودايماً لما باقراها باحس إنه بيتكلم عن قلبه...


فيرجينيا كانت بتسمع أصوات...ما فهمتش إيه المشكلة يعني لما تسمع أصوات...لكن أول ما بدأت اكتب فهمت...وما بقتش أشيل حاجات تقيلة في جيوبي...

حاسة إني تلاجة...مقفولة...ومخزنة الحاجات جواها...وبتفتح حتة صغيرة أوي...تديك حاجات باردة ومالهاش طعم...وكل اللي بتاخده بتبرده وتشيله.

عارفه إن إليوت كان في مصحة عقلية؟


- ساعات بابقى نفسي ادوس بنزين على الآخر واسيب الدركسيون واغمض عينيا
- ودلوقتي من الساعات دي؟
- ها ها ها...لأ...أنا عندي اجتماع مهم بكره عاوزه أكون موجودة فيه بشحمي ولحمي.


"كتابة علاجية؟ هأو أو أو...شي الله يا علاجية!"


حلمت إني جيت اروح الشغل الصبح، نزلت لقيت عربيتي اتسرقت، قعدت أعيط أعيط أعيط ومحدش في الشارع شايف إني باعيط...وصحيت لقيت عينيا منفخة...


"لأ لأ...حاسة زي ما أكون حتة خشبة ناشفة...عندها استعداد تام للاشتعال في أي لحظة."


- سامع الصوت ده؟
- صوت إيه؟
- صوتي...وأنا باتفتت...حتت صغيرة...صغيرة...

أنا مش باحبك...بس باتبخر


بيقولوا إن مضاد الاكتئاب بيخليكي تقومي من السرير وتروحي الشغل...إزاي يعني؟ هيلطشك قلمين طاخ طيخ ويديكي شلوت ويقول لك قومي فزي من السرير عيشي حياتك؟ وإلا هيصحيكي من كتر الزغزغة؟


دماغي ترابيزة بلياردو: أفكر فكرة...تخبط في باقي الأفكار وتبعزقها يمين وشمال...آجي اضرب فكرة منهم علشان تنزل في البوكيت...تقوم تفلت وتخبط في فكرة تانية ما كانش قصدي أخبطها...وفي الآخر كل الأفكار على الترابيزة ومفيش ولا واحدة متأكدة من إنها خلاص في البوكيت ومش هاشوفها تاني أبداً.


...اللي اتجوز واللي خلف واللي "اطلق لحيته" واللي بقت دكتورة في الجامعة...ولما سألوني وإنتي عاملة إيه قلت لهم أنا زي ما أنا...وحسيت إن في صاعقة هتنزل من السما على راسي علشان دي أكبر كدبة كدبتها في حياتي...أنا أكيد مش زي ما أنا...


فجأة لقيتني في عز حياتي
ضاعت مني ثواني كتيرة

(أمين حداد – "ثواني كتيرة")

- مش عارفه إيه الحكاية...المدير شكر فيا في الاجتماع...حلمت يومها بليل إنه مات...اداني ترقية...حلمت إن أمه ماتت! وفي الحلمين قعدت اعيط اعيط اعيط وباحاول اصرخ ومحدش سامعني.
- مش ملاحظة إن الحلم ده اتكرر بتنويعات كتير؟
- أنا ماعنديش أحلام بتتكرر...هو بس حلم النمر اللي بيجري ورايا وبيت جدتي في أبو قير اللي بيتحرق.


في عمر بيولوجي محدد لجسم الست.


أنا فكرت في الدوا ده فترة...بس بيقولوا إن مفعوله بيبدأ بعد تلات أسابيع...مالوش لازمة...أنا عاوزه حاجة تعمل مفعول فوري...


والدمع اللي في عيني بيوجع
ما بينزلش...وما بيطلعش

(أمين حداد – "ثواني كتيرة")


"بتعيطي على إيه؟! هه؟! أمك ماتت؟ هه! ردي عليا!"


-...وفي نغزة في قلبي مسمعة في كتفي، وكتفي أصلاً كله شادد!
- أحسن حاجة تعملي إكس راي
- على القلب؟
- على الكتف يا بنتي!


لاحظت إني دايماً باقول الحاجات مرتين: أيوه أيوه...ياللا ياللا...لأ لأ...أو تلاتة: اعيط اعيط اعيط...اصرخ اصرخ اصرخ...اضحك اضحك اضحك...تفتكر ليه؟


- أنا عاوزاك تجيبلي شتلة ورد.

.......

- شتلة الورد ماتت.
- ما تشوفيش الميتافور في كل حاجة.


أنا أكون
أنت تكون
هو يكون
هي تكون
نحن نكون
أنتما تكونان
أنتم تكونون
هم يكونون


- تفتكري هنبقى زي الست دي لما نكبر؟
- لأ...أنا هابقى مختلفة أوي...كحل أسود...روج أحمر...شعر أسود ليل...طويل شوية...كعب عالي على طول...حريقة سجاير...نضارة سودا...مانيكير أحمر للأبد...شخصية صامتة كده وعدوانية وغير اجتماعية
- امممم...أنا مش حابّة الصورة دي ليكي في المستقبل...هنبقى أصحاب ساعتها يا ترى؟
- لأ...قدامي كتير علشان أوصل للمرحلة دي...ساعتها هيكون في ناس كتير أوي لعبت لي في دماغي...وشخبطت لي على أحلامي...وهاكون خسرت ناس كتير...بس هيكون لسه عندي قطة...

روح العالم يا سيدي إديتني بمبة المره دي. موضوع السفر اتلغى. لقوا مترجمة محلية عندهم وده طبعاً أرخص بكتير. أُحبطت أنا جداً طبعاً. يعني هو أنا مش زعلانة بس محبطة. بس أنا غلطانة إكمني عشمت نفسي أوي يعني. حقتي كنت تظاهرت باللامبالاة فروح العالم تفتكر إني مش مهتمة فبالعند فيا تديني اللي أنا متظاهرة إني مش عاوزاه.

الشعر عيرة والكحل عيرة
والورد فوق الخد
ولحد الضفيرة عيرة
الصبر عيرة والضحك عيرة
والفرح والأحزان كمان وحاجات كتيرة
حتى الحنان جوه البيوت
حتى الكلام...حتي السكوت
حتى الهتاف جوه المسيرة برضه عيرة
...
ما بقيتش شايف إيه اللي جاي وإيه اللي فات
ما بقيتش افرق
ده أزرق ده ولا أحمر رمادي
ودي كارثة ولا ده وضع عادي
...
وده إحنا ولا الكل حاير


(علي سلامة - "عيرة")


...فسألني إنتي ليه بتكتبي بالإنجليزي؟ هل علشان تحطي مسافة بينك وبين اللي بتكتبيه؟ سكتت ساعتها خالص...وبعدين قعدت وقت طويل أوي أفكر في المسافات التانية...اللي حطتها واللي لسه باحطها...بيني وبين الناس...بيني وبين نفسي.


"فاكر في فيلم "آميلي"...لما بص لها قامت ساحت واتدلدقت ع الأرض؟"

أنا من ضيقي
فضلت طول عمري اتكلم
ونسيت البوح

(
أحمد نصر - "غربة قديمة")



عاوزه أقف فوق الجبل ده واصرخ بعلو صوتي: "فلتحل الفوضى على العالم...وليخرس الجميع إلى الأبد!"


Sunday, April 02, 2006

سقط سهواً


تُبعثر أيامها وهي تفكر في احتمالات نجاح أو فشل الحب. على منضدة الكشف تُحلل الكلمات وتُشَرِّح التصرفات. في خضم انهماكها يفوتها أن تمتن للحظات النجاح والفشل: يسهو عليها أنه هنا بالفعل، وتنسى أن تستكين لوجوده الذي يحتويها، وأن تختزن الضحك السهل والصمت الدافئ لتتقوت بهم في الصعوبات والبرودة القادمة لا محالة. تُدير وجهها بمرارة بسبب شيء قاله أو لم يقله فتفوتها تلك النظرة في عينيه، وعندما تعيد وجهها إليه مرة أخرى تلمح أطراف نظرته وتكون اللحظة قد مرت، فتزداد مرارتها. لا تلحظ اليوم اقترابه منها أكثر، وتركز على اليوم الماضي، الأسبوع الماضي، العمر الماضي. في أغلب الأوقات لا تعرف كيف تتصرف. تعند فتحرم نفسها من أن تعترف له أنها افتقدته. تعند مع عندها فتخرج منها "وحشتني" في منتهى الارتباك. قلة تدريب ليس إلا. مر على آخر حب الكثير...قرابة الثلاثة عقود. مشكلتها إنها تفكر كثيراً. مشكلتهما إنهما يفكران كثيراً. الرقيب الذي يتربع على كاهلهما يتربص بهما: يراقب، يحلل، يصدر الأحكام، ويأمر فيمتثلان. أين جنونها؟ اختبأ منزوياً في ركن من أركان العقل. شرط الجنون الإيمان به وممارسته. "العضو الذي لا يُستعمل يَضمُر". آه والله. تلومه يوماً وتلوم نفسها أياماً طويلة. أسعد لحظاتنا هي الآن. كيف نست أن تستمتع بحياتهما سوياً؟