Tuesday, October 18, 2005

أرز باللبن لشخصين


لعمل طبق من الأرز باللبن لشخصين ستحتاجين إلى ربع كوب من الأرز. أولاً، اخرجي اللبن من الثلاجة. ثم في طبق أبيض واسع ضعي الأرز ونقيه من أي شوائب. ضعي كل شيء جانباً: مراراتك، حزنك، غضبك، إحباطك، وأي فكرة سيئة. تتطلب هذه الوصفة بالاً طويلاً والكثير من الابتسامات المفاجئة. قومي بكل الخطوات بتروٍ. ليست هناك طريقة سريعة لصنع الأرز باللبن، ولا تصدقي أي وصفة تحاول أن تجعلك تهرولي في صنعه. من الأفضل أن تكوني وحدك في المطبخ...بل في المنزل كله، وأن تغلقي جميع الهواتف وترتدي شيئاً مريحاً. اغسلي الأرز أكثر من مرة حتى يصبح ماؤه نقياً. انقعيه في كوبين من الماء الدافئ (وليس المغلي) لثلاثين دقيقة.

في هذه الأثناء صبي مقدار خمسة أكواب من اللبن في إبريق زجاجي شفاف. اجلسي باسترخاء محتضنة الإبريق بين كفيك. سيعمل هذا الحضن اليدوي على تدفئة اللبن. بحنان بالغ ربتي على الإبريق. فكري أفكار سعيدة. دندني بأغنية حالمة..
.

أنا لحبيبي وحبيبي إلي...يا عصفورة بيضا لا بقى تزعلي...لا يعتب حدا...ولا يزعل حدا...أنا لحبيبي وحبيبي إلي...

تذكري إن كل ما ستقومين به سيصبح جزء من الأرز باللبن يشعر به كل من سيأكله، حتى الأغنية...خصوصاً الأغنية.

في إناء طهي متوسط العمق اسكبي اللبن، وبعد تصفية الأرز من الماء اضيفيه على اللبن الدافئ. قلبي ببطء في اتجاه واحد لمدة ربع ساعة.

حبيبي نده لي...قال لي الشتي راح...رجعت اليمامة وزَهّر التفاح...

في هذه اللحظة تذكري كلمة جميلة، قبلة طويلة، ابتسامة دافئة عبر غرفة مزدحمة، أو حضن مُشبِع. دندني...نعم...ابتسمي أيضاً...نعم نعم...هذه هي لمعة العيون التي تلائم الأرز باللبن.

وأنا على بابي الندي والصباح...وبعيونك ربيعي نور وحِلي...

باحساس مرهف اضيفي رشة من القرفة وأخرى من الفانيليا، كل رشة بيد. افركي يديك سوياً ومرريهما باستغراق على رقبتك. الرقبة مكان مهم للحصول على أرز باللبن ناجح. استمري في التقليب لمدة ربع ساعة على نار هادئة جداً حتى يطرى الأرز. اقتربي من الإناء واهمسي بسرٍ ما. اختاري السر جيداً. اضيفي كوب من السكر واستمري في التقليب ليذوب تماماً...تماماً...دائماً يأتي السكر في النهاية وبعد طول انتظار، وكلما هدأت النار من تحته كلما ازدادت حلاوته.

وندهني حبيبي جيت بلا سؤال...من نومي سرقني...من راحة البال...

يقدم دافئاً في طبق زجاجي وردي اللون. للتزيين رشي قليلاً من القرفة عليه، وبشفاه شبه منفرجة اطبعي بصمتك الخاصة على وجهه. يُلتهم بالأصابع ببطء مع شخص تحبينه.

وأنا على دربه ودربه عالجمال...يا شمس المحبة حكايتنا أغزلي.


الأغنية المصاحبة: "أنا لحبيبي" لفيروز

Thursday, October 13, 2005

حلويات رمضان



أجلس لتناول الإفطار مع مجموعة من السيدات من سوريا واليمن والبحرين وعمان والأردن وفلسطين. يأتي ذكر الحلويات فتقول السورية إن "صوابع زينب" لها حكاية فترتفع قرون استشعار الحواديت لدي. تقول إن زينب هذه هي ابنة الحسين بن علي، وأنها كانت ذات أربع سنوات عندما استشهد الحسين في كربلاء. عادوا لها بجثته فما كان منها إلا أن ركضت عليه لتحتضنه، فحاول أعوان معاوية إبعادها عن جثة أبيها وعندما فشلوا ضربوا أصابعها بالسيف فقطعوها لينتهي آخر حضن بينهما.

تقول السورية إن "أصابع زينب" صارت مثلاً، فعندما يريد أحد أن يجد ذريعة لخلاف ما (غالباً سياسي أو مذهبي) يتحدث عن قسوة ما حدث لزينب و"مو فاكرين شو اللي حصل لأصابع زينب وكيف قطعوا أصابع هاك البنت الزغيره؟" ثم تطور المثل فصارت تُذكر أصابع زينب عند الإشارة إلى أي قوى خفية تتلاعب في موضوع ما: "هايدي أصابع زينب اللي عم تخربص في الموضوع".

الحلقة مفقودة عند السورية بين حادثة الأصابع المؤسفة وبين حلوى "صوابع زينب"، ولكن ذكرت لنا الأردنية أن "أم علي" ما هي إلا زوجة أيبك التي قتلت شجرة الدر بالقباقيب (أنا بحب الفيلم ده أوي! "أبويا..أبويا..أكل الحصان يابويا") وقطعتها قطعٍ صغيرة وأضافت إليها كميات من السكر والخبز واللبن وطهتها طويلاً وقدمتها لزوجها.

نتكلم قليلاً عن الشيعة والسنة، ثم عن التمييز ضد النساء، ثم عن قوتهن بل وقسوتهن وإصرارهن على الزج بأمور الطهي في كل شيء حتى المآسي والمكائد السياسية، وعندما سألوني عن الحلو فضلت أن اشرب شاي بنعناع مع كثير من السكر.

قَـفـلة كتابية



كلما أخذت في كتابة شيء هذه الأيام ابدأ بجملة رائعة ثم أجد نفسي اكتب: "درجن درجن درجن...هِـر هِـر هِـر".

Tuesday, October 11, 2005

كبسة



اتصل بمكتبة مدبولي ثاني أيام رمضان: "لو سمحت...عندك كتاب ناجي نجيب رحلة إلى الشرق رحلة إلى الغرب؟"
"ناجي إيه؟ ناجي نجيب؟ لأ مش موجود".
"طب في كتاب علم الدين لعلي مبارك؟"
"علي مبارك؟ لأ ما عنديش حاجة لعلي مبارك".
"طب ولو أنا عاوزه حاجه من الهيئة...ينفع تطلبوها لي؟"
"لأ حضرتك لو عاوزه حاجه من الهيئة تروحي تجيبيها بنفسك".

مش عارفه ليه الجملة دي بقالها تلات أيام غيظاني!