Tuesday, June 14, 2011

راس القطة




يقولون إن القطط تستطيع أن تدخل في أي مكان يسع رأسها. أقول إنك تستطيع أن تدخل قلب أي إنسان يسع رأسك؛ ليس عقلك، ولكن رأسك: بأحلامها وضلالاتها، بعظمتها وضآلتها. رأسك؛ هذه السحابة التي ترفرف حول رقبتك.. هذه الصخرة التي تثقل كتفيك.

يقولون إن القطط تستطيع أن تدخل في أي مكان يسع رأسها، وأنك لا تشعر بالزواج إلا بعد مرور سنة، وها هي السنة قد مرت، وأود أن أؤكد أنك لن تشعر بالزواج إلا في لقطات مفاجئة: كوبان، واحد للقهوة والثاني للشاي؛ حذاءان، واحد مقاس 44 والثاني 37؛ فرشتان أسنان، واحدة زرقاء والثانية وردية؛ اثنان مختلفان كلهما تفاصيل، تتداخل أو لا تتداخل، ولكن عليها في النهاية أن تتناغم. حزمة من القرارات، والمشاعر، والتكتيكات، والاندفاعات. تقلبات مزاجية حلزونية؛ سعادة أن تكون مرتبطا بشخص تحبه، وغيظ من ارتباط مزاجك بمزاج هذا الشخص الحبيب، وتعلق مصيرك بمصيره. حب، قلق، حكمة، أمل، رغبة، جنون، يأس، خوف، سكينة، غيظ.. متعة إثارة تشويق!

أنسى أحيانا أن أتنفس.

يقولون إن القطط تستطيع أن تدخل في أي مكان يسع رأسها. أقول إن انسجامك مع من تحب يتوقف على مدى تطابق رأسك مع هذا المكان الدافئ من كتفه. تعرف قصدي، صح؟ هذه الحميمية.. هذه الاستكانة.. والتنهيدة الناعمة التي تتبعها.