Sunday, April 02, 2006

سقط سهواً


تُبعثر أيامها وهي تفكر في احتمالات نجاح أو فشل الحب. على منضدة الكشف تُحلل الكلمات وتُشَرِّح التصرفات. في خضم انهماكها يفوتها أن تمتن للحظات النجاح والفشل: يسهو عليها أنه هنا بالفعل، وتنسى أن تستكين لوجوده الذي يحتويها، وأن تختزن الضحك السهل والصمت الدافئ لتتقوت بهم في الصعوبات والبرودة القادمة لا محالة. تُدير وجهها بمرارة بسبب شيء قاله أو لم يقله فتفوتها تلك النظرة في عينيه، وعندما تعيد وجهها إليه مرة أخرى تلمح أطراف نظرته وتكون اللحظة قد مرت، فتزداد مرارتها. لا تلحظ اليوم اقترابه منها أكثر، وتركز على اليوم الماضي، الأسبوع الماضي، العمر الماضي. في أغلب الأوقات لا تعرف كيف تتصرف. تعند فتحرم نفسها من أن تعترف له أنها افتقدته. تعند مع عندها فتخرج منها "وحشتني" في منتهى الارتباك. قلة تدريب ليس إلا. مر على آخر حب الكثير...قرابة الثلاثة عقود. مشكلتها إنها تفكر كثيراً. مشكلتهما إنهما يفكران كثيراً. الرقيب الذي يتربع على كاهلهما يتربص بهما: يراقب، يحلل، يصدر الأحكام، ويأمر فيمتثلان. أين جنونها؟ اختبأ منزوياً في ركن من أركان العقل. شرط الجنون الإيمان به وممارسته. "العضو الذي لا يُستعمل يَضمُر". آه والله. تلومه يوماً وتلوم نفسها أياماً طويلة. أسعد لحظاتنا هي الآن. كيف نست أن تستمتع بحياتهما سوياً؟