Thursday, December 16, 2004

مرسي اتهزم يا رجالة


أستيقظ مبكرة. أشرب قهوتي وأتصفح الجريدة وأرتدي ثيابي. أتسلل خارج البيت حتى لا أوقظ مرسي. ولكنه يفتح عيناه بصعوبة وينظر إلى محاولاً الفهم (إلى أين هي ذاهبة "ع الصبح كده"؟ ولماذا؟) أبتسم له فيغلق عيناه ويفتحهما مرة أخرى ثم ينسى الذي كان يفكر فيه ويعود للنوم.

أعود من عملي وأفتح باب المنزل فأجد مرسي واقفاً بثبات وتنبه أمام الباب مباشرة. ينظر لي في عيني ولا ينزل عيناه ولا يبتسم. ولكني أعرف من رقصة عينيه أنه سعيد بعودتي. يراودني شعور غير مريح أنه أمضى اليوم كله واقف هكذا: منتظر باهتمام. آخذه بين ذراعيّ وأقبله. لا يبدو عليه أي تأثر بهذا العرض المفاجيء من المشاعر. أتركه وأدخل لأبدل ملابسي. أجهز عشائي وعشائه. نأكل في صمتٍ أليف. نغسل أيدينا ونتمدد على الأريكة. أحضنه فينظر في عيني بترقب.

أسأله السؤال الذي أعرف أنه ينتظره: "عملت إيه النهارده؟" تمتليء عيناه حماساً ويرد: "نياو! نياو! نياو!" أبتسم لحماسه وأقول: "يااااه! كل ده؟! وإيه كمان؟" فيقف على قدميه الأمامتين ويعلو صوته وهو يحكي بسرعة وبتدفق: "نياو نياو نياو....نياو! نياو نياو!" يظهر علىّ الاهتمام: "طيب قول لي...هم عملوا فيك إيه؟" ينظر بعيداً وبشرود يهمهم: "نياو...نياااااو....نيو...مممممم" أتعاطف معه وأربت عليه فيمسح رأسه في كتفي ويزوم في هدوء.

أعرف من أمي أنه كان يلعب في الحمام عندما دخل أخي الحمام وغسل يديه وخرج وأغلق الباب بدون أن ينتبه لوجود مرسي بالداخل. استمر مرسي في اللعب حتى فتحت أمي باب الحمام فجأة فاصطدم الباب بالسلم (الذي كانت نسيت انها وضعته خلف الباب)، فوقع السلم على حنفية الحوض فانكسرت وانفجرت المياه في كل مكان وبالتحديد في وجه مرسي الذي كان يلعب بسلام على حافة الحوض. ومما زاد الطين (والحمام) بلة أانه عندما وقع السلم علُق الباب، ولمدة خمس عشرة دقيقة لم يتمكن أحد من دخول الحمام أو غلق المياه أو إنقاذ مرسي من الجري الجنوني في كل مكان في الحمام، فأخذ يتخبط في الحائط، فيهرب من الحائط فيتخبط في السلم، فيهرب من السلم فيقفز في الحوض فتغرقه المياه فيقفز مرة أخرى وتستمر الرقصة المفزوعة. تقول أمي أنه بعد إنقاذه دخل غرفتي وطمر نفسه وسط أغطية سريري ورفض أية محاولة للصلح.

أكتم ضحكي وأذهب إليه. أجده على الأريكة يشاهد التليفزيون بتركيز مصطنع. ينظر إلىّ ويعرف من نظرتي أنني عرفت. يتنازعه خجله ورغبته في استدرار عطفي. أحتضنه فيحتضنّي، ويمسح رأسه في كتفي، ثم يسند رأسه على يديه وينظر إليّ سعيداً. أبتسم: "معلش يا مرسي، أيوه، امسحها فيّا." يريح رأسه على كتفي ويكور جسمه كله في المساحة ما بين كتفي ويدي وينام. أضم رجليّ تحتي وأخفض صوت التليفزيون وأنام.

6 comments:

  1. :D really we begad and definitly LOL
    a cute one....

    *HiPpO*

    ReplyDelete
  2. 7alwaaaaaaaaaaa awy ana ranim yarat tada7aly 3ala my bloog

    ReplyDelete
  3. رحاب كتاباتك وأسلوبك تحفة وشيق جدا جدا جدا
    أحيكى على موهبتك اللى بجد

    ReplyDelete
  4. قرأت رأس قطه, ثم عدت الى التاريخ فوجدتها مصادفتاً, و من التاريخ نتعلم و قد علمت شيئان, الأول شغف "حدوته" بالقطط, الثانى روعه الأسلوب الانسيابي كجسد القطه عندما تتمطع أو كحفيفها عندما تنساب بين الأبواب الشبه مغلقه أو بين الأقدام لتلتمس الإهتمام و الدلال من صاحبتها, و ذيلها عندما تغضب يكون كالشعره الرقيقه المعلقه فى الهواء و.... فى النهايه أحب أن أقول " أنا لا أحب القطط" :] :] :] ...

    ReplyDelete