Thursday, May 26, 2005

عناوين الصحف


أنزل الدرج مسرعة. فرصتي الوحيدة لتفقد عناوين الصحف هي تلك الثواني التي يستغرقها نزولي الدرج. أقرأ العناوين من الصحف الملقاة أمام أبواب جيراننا في الطوابق الأربعة. لدينا جار وفدي، وآخر ناصري، وآخر يفضل الأخبار على الأهرام، وجار طبيعي يقرأ الأهرام. ‏

أمام باب جاري الناصري وجدت العربي مقلوبة على ظهرها فأكملت نزولي. أمام باب جاري الأخباري قرأت بالبنط الأحمر العريض: "جماهير الشعب قالت كلمتها في الاستفتاء – مشاركة شعبية كبيرة في الاستفتاء علي تعديل المادة ‏76‏ من الدستور شملت كل المحافظات – الاستجابة الجماهيرية أسقطت دعوة بعض أحزاب المعارضة للمقاطعة". أمام باب جاري الأهرامي قرأت: " الشعب يرد بقوة على المطالبين بالمقاطعة وعدم أداء الواجب الوطني". أمام باب جاري الوفدي قرأت: "فضيحة الاستفتاء" وحسب، بعد الصفحة الأولى السوداء التي لاحظتها أمس حداداً على "نكسة 76" على حد تعبيرهم.‏

في الطريق استمعت إلى جاهين يلقي "على اسم مصر" محاولة أن أفك معانيها. اكتشفت إنني لا أفهم الجزء الخاص بحتحور المنتقمة الدموية الحانية. ‏

أصل إلى البناية التي أعمل بها. في المصعد يجلس عامل المصعد على مقعد صغير منكباً على صحيفة أخبار الحوادث ويقرأ باهتمام مقال عنوانه: "اعترافات: طالبة الدبلوم فتاة ليل محترفة".‏

6 comments:

  1. جميل رجوعك لقلمك ... هوا ده اللي باقي لك!!

    تشيك كير!!

    ReplyDelete
  2. حتحور أيضا هي عين رع، و حور هو عينه الأخرى.

    و تقول حكاية أن رع أرسل حتحور رسولة للناس لتبلغهم أن عليهم أن يأكلوا مرة واحدة في اليوم و يصلوا ثلاث مرات، لكن لأن البقرة حور سهتانة و طيبة وبطيئة و مرحرحة، فقد التبست الرسالة في عقلها فأبلغت البشر أن عليهم أن يأكلوا ثلاث مرات و يصلوا مرة واحدة في اليوم!

    ReplyDelete
  3. يــا ... بجد كنت واحشانا يا حدوتة
    جميل تعليقك علي الموقف الراهن .. أنا أيضاً لا أجد فرصة لمطالعة عنواين الجرائد إلا و أنا انتظر المصعد :)

    رائع .. سلس .. كالعادة

    ReplyDelete
  4. لقد أصبحت الصحف الحكومية الآن في منتهى الاستفزاز لدرجة أني أفكر في مقاطعتها جميعا.
    مقالة جميلة!!

    ReplyDelete
  5. الموضوع جميل
    بسيط
    وهذا سر روعته
    بصراحه
    اجمل ما فيه هو عامل الاسانسير
    حدوته
    انا اسمعك

    ReplyDelete
  6. ألف: من وصف البقرة حور حسيت إنها روح صديقة :)

    ديدو: شكراً دايماً :) أنا مش بابقى قصدي ما اكتبش لكن ساعات مش بأشوف الحواديت في الأشياء اللي حواليا

    وليد: أنا مقاطعة الجرائد الحكومية من فترة

    شكراً للكل :)

    ReplyDelete