حسناً. الموضوع يستحق الاحتفال، فلقد انتهيت من كتاب استعمار مصر لتيموثي ميتشل! الكتاب أكثر من رائع وأتمنى أن أتمكن في يوم من الأيام أن اكتب ملخص عنه. أراجع التاريخ الذي بدأت فيه قراءة الكتاب فأجد أنني بدأته في نوفمبر 2004. آه ياني...آه من الحيل التي يمارسها الإنسان على نفسه (الدنيا حر، الدنيا برد، الدنيا صبح، الدنيا ليل، ماليش مزاج، مش في الموود، زهقانة، مكتئبة، طيب أخلص الغسيل، طيب أخلص ترويق الدولاب، طيب اطلع الشنطة دي من تحت السرير وأشوف فيها إيه، إيه ده...ده فيها ورق قديم أوي...طيب هاشوف إيه الورق ده وهاذاكر على طول، طب اسمع الأغنية دي، الله...ده أنا كان نفسي ومنى عيني أشوف الفيلم ده، يووووه...الدنيا حر!)و
راجعت دفتر مذكراتي فاكتشفت إني خلال تلك الشهور الست نفسها قرأت ما يقرب من العشرين كتاباً. طيب اشمعنى دول يعني اللي الدنيا بتيجي عندهم ومش بتبقى حر؟
القراءة بالنسبة لي ولع يتمكن مني فاقرأ في أي وكل مكان واحمل معي كتاب في حقيبتي وغيره في سيارتي دائماً (يمكن ألاقي وقت). وعندما أسافر، وحتى إذا كان السفر ليومين، دائماً ما احمل كتب لا ولن اقرأها في هذه المدة (بس يمكن وأنا هناك يبقى نفسي اقرا الكتاب ده بالذات!). اقرأ كأني ابحث عن شيء. اقرأ كأني اهرب من شيء
بالرغم من لساني اللاذع وقوة ملاحظتي وقراءاتي ودراستي إلا إنني لا أجيد النقد الأدبي. كل ما أستطيع أان أقوله عن كتاب أو آخر هو ما إذا كنت أحببته أم لا. سأحاول في السطور التالية القيام بأول نقد أدبي لكتاب في حياتي. أنا ضد "حرق" الحبكة أو القصة لأحد لذلك سأشارككم انطباعاتي فقط عن تلك الكتب
كتاب العام بالنسبة لي سيكون العطر لباتريك ساسكيند. بالرغم من أن ما زال هناك سبعة أشهر على انتهاء العام ولكني متأكدة أنه لن يستحوذ عليّ كتاب هذا العام كما فعل "العطر". فكرة الكتاب نفسها في منتهى الروعة: فكرة جديدة وأصلية ستجعلك تفتش في ذاكرتك عن الروائح والعطور المختلفة التي أثرت في حياتك. هذا الكتاب سيجعلك "تشم" أكثر. قرأته بالإنجليزية ولكن أصدقائي أعجبتهم الترجمة العربية
أعدت قراءة في عين الشمس لأهداف سويف. أحب هذه الرواية جداً واعترف أن لأهداف دور في اتجاهي للكتابة. سعدت لأني وجدت الرواية جميلة كما أتذكرها. أسلوب أهداف يستحضر الأشخاص والأماكن والمزاج أمامك فلا يكون بيدك حيلة إلا الاستغراق في هذا العالم. تعاطفت مع البطلة ولكن في كثير من الأحيان أردت أن اركلها لتفيق
قرأت افروديت لإيزابيل الليندي. تتكلم فيه إيزابيل بأسلوبها الآسر عن حب الطعام وطعام الحب. لا تبخل علينا إيزابيل بوصفات الطعام أو بالحكايات. كتاب يجعلك تريد أن تلتهم الطعام مع من تحب، أو تلتهم من تحب، أو تحب ما تلتهم. من الآخر...ستجد نفسك تمضغ الطعام ببطء وتحاول أن تستمتع بمذاقه لأطول وقت ممكن، وستجد نفسك لا تريد أن تفعل شيئاً سوى استيعاب ملامح من تحب لتتمتع بها لأطول وقت ممكن. وإذا كانت إحدى هواياتك تناول الطعام عامة والحلويات بشكل خاص فهذا الكتاب سيتسبب لك في خسارة مادية وامتلاء معوي والكثير من الأحاسيس "اللذيذة". ذكرني هذا الكتاب بآخر جميل جداً للورا اسكيفال اسمه مثل الماء للشوكولاتة وكتاب شوكولا لجوان هاريس
يعتبر يأكل ويضرب ويرحل (أو يأكل الأغصان وأوراق الشجر) من أمتع الكتب التي قرأتها عن علامات التنقيط. آه والله...كتاب بالكامل عن علامات التنقيط في اللغة الإنجليزية واستعمالها وتاريخها. تتمتع الكاتبة بحس فكاهي يجعل من الكتاب متعة لكل من ينزعج من الأخطاء الإملائية ويتمنى أن يجوب الشوارع بقلم أسود سميك ليصحح كل الأخطاء التي تؤذي العين والنفس اللغوية
وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة لملمت كل الأغطية حولي وقرأت سيدات ميسالونجي لكولين ماكوليج. قرأت هذا الكتاب ست مرات حتى الآن منذ أن أرسلته لي زوجة خالي عام 1994 من كندا. القصة تحثك على الحلم وعلى السعي وراء هذا الحلم بكل ما أوتيت من إصرار. اعتبر "ميسي" بطلة القصة من الأرواح الصديقة
وفي إجازة العيد الصغير قرأت شفرة دافينشي. داهمني الليل وأنا أقرأها في السيارة في طريق العودة من بورسعيد فما كان مني إلا إنني أخرجت مصباح كشاف صغير وأكملت قراءتها حتى أنهيتها. بين الوقت والآخر ينظر أبي للخلف ليعرف لماذا لا أغني معه فيراني منكبة على الكتاب فلا يعلق. لم أقرأ على ضوء الكشاف منذ أن كنت طفلة صغيرة عليها أن تنام لتستيقظ مبكرة للمدرسة ولكن لديها واجب مقدس تجاه الحودايت يتمثل في الانتهاء من قراءة قصة ما. الكتاب به معلومات غزيرة (بغض النظر عن صحتها من عدمه) وشيق جداً رغم أن به العديد من الثغرات في الحبكة. في بعض المشاهد تتوقف الأحداث ويسرد البطل شيئاً لمدة عشر صفحات مثلاً، كل ذلك وهناك شخص يصعد السلم بمسدس ليقتل البطل! وهناك أجزاء في القصة "هندية" بعض الشيء ولكن كل ذلك لم يحد من استمتاعي بها
أعدت قراءة الأمير الصغير بالإنجليزية هذه المرة. هل أنا بحاجة لأن أتحدث عن الأمير الصغير؟ لا أظن
بعد إلحاح من ابن خالتي اقترضت منه قصة الوصيفة لمارجريت آتوود وبعد مزيد من الإلحاح قرأتها. كنت دائماً أريد أن اقرأ لمارجريت بعد أن عرفت من ابنة خالي إنها كاتبتها المفضلة وبعد أن مدح أخي كثيراً في قصائدها. القصة تدور في المستقبل حيث تستشف الكاتبة من أحداث الحاضر سيناريو مرعب للمستقبل بأسلوب سرد ممتع للغاية. إذا قبلنا بعض الأوضاع الآن، ماذا سيكون الحال عليه بعد ربع قرن؟ (مش بيفكرنا بحاجة الكلام ده؟)و
قرأت قطار الصعيد ليوسف القعيد لأتمكن من حضور مناقشة لهذه الرواية معه، فأنا أكره أن اذهب لمثل هذه المناقشات بدون قراءة الكتاب أولاً. حتى الآن لا أعرف لماذا لم تعجبني القصة ولم تترك بي أي أثر أو رد فعل. عندما ذهبت للمناقشة استغربت جداً من آرائه التقليدية عن المرأة. لم أدون أي ملاحظات أثناء المناقشة. لم يقل شيئاً رسخ بذهني
لأن صديق لي يحب نورا أمين جداً بحثت عن كتبها ولم أجد سوى "طرقات محدبة" حينها. أسلوبها في بعض قصص هذه المجموعة القصصية جديد ومختلف. لم أفهم كل القصص ولكن تلك التي فهمتها عجبتني. تميل أحياناً نورا للحداثة المفرطة وأنا مخي على قدي
قرأت "وجوه نيويورك" لحسام فخر كملف على الكمبيوتر قبل طباعتها بفترة لذلك عندما صدرت في الصيف الماضي بدأتها ولم أعود إليها مرة أخرى إلا في الشتاء. كلما وجدت نفسي في موقف غريب مع أناس أغرب تتردد في ذهني جملة لحسام في إحدى قصصه: "أين ذلك المغناطيس الكامن في أعماقي الذي يجذب المجانين إِلَى ويرميني في طريقهم دوماً؟" أحببت القصص جداً (ولكني أحببتها أكثر عندما قرأتها سامية لي أول مرة من على الكمبيوتر. سامية أنا بس عاوزة أفكرك إنك لسه ما خلصتليش كونديرا!)و
من عاداتي السيئة في القراءة هي إنني إذا أحببت كاتباً أو كاتبة قرأت كل أعماله "ورا بعض". بحثت كثيراً عن أي شيء للطيفة الزيات فلم أجد حينها غير الشيخوخة وقصص أخرى. ثم حالفني الحظ (بعد نداء توجهت به لإحدى المجموعات البريدية الإلكترونية المهتمة بالثقافة أسأل فيه إذا كان لدى أحد أي شيء للطيفة الزيات) وتعرفت على صديقة جديدة ذات روح جميلة جداً أعارتني "الباب المفتوح" و"حملة تفتيش – أوراق شخصية". لن تستطيع أن تقرأ لطيفة الزيات بدون أن تشعر بالإنسانة وراء القصص. بعد صفحات قليلة عرفت أن لطيفة روح صديقة
وأخيراً تمكنت من قراءة ساحر الصحراء لباولو كويلو التي ترجمها بهاء طاهر. كنت قد قرأتها بالإنجليزية منذ عامين مثلاً ولكني كنت متشوقة لقراءة ترجمة بهاء طاهر. لن أتكلم عن هذه القصة كثيراً لأنه يبدو لي أن الجميع يحبونها ويتوحدون معها. في رأيي الشخصي فيرونيكا تقرر أن تموت هي من أحلى قصص كويلو وأكثرها نضجاً. الفكرة العامة لـ"ساحر الصحراء" جميلة ولكن الأسلوب بسيط أكثر من اللازم. في تصديره للقصة يقول بهاء طاهر إنها ترقى لمكانة "الأمير الصغير" والنبي ولكني أختلف بشدة معه في هذه النقطة. يعني...فكرة روح العالم والاستماع للقلب وكل ذلك أفكار جميلة، ولكن اعتراضي على تكراره للدرس في كل صفحة في القصة: روح العالم روح العالم روح العالم...لحد ما طلعت روح العالم (على رأي صديق لي). و
وأعدت قراءة أنا وجدتي وايليكو وايلاريون لنودار دومبادزة الصادرة عن دار رادوغا. هل قرأ أحد هذه القصة من قبل؟ وجدت أن أول مرة قرأتها كان عام 1995 ومازلت أضحك من قلبي في نفس المواقف وابكي عند نفس المواقف رغم أن هذه هي القراءة الخامسة لها!و
وبعد بداية العام بقليل تلقيت هدية جميلة جداً: أليس في بلاد العجائب وعبر المرآة...الطبعة المصورة! إذا لم تكن قد قرأت أليس حتى الآن...مستني إيه؟؟ قضيت وقتي ما بين قراءتها وتلوين الصور. جاهدت مع نفسي لأقرأ القصة بالترتيب وألا أقرأ أجزائي المفضلة أولاً. الكتاب يبدو أحلى بعد تلوينه
وفي معرض الكتاب وجدت أخيراً قميص وردي فارغ لنورا أمين وفهمت لماذا يحبها صديقي. أسلوب السرد وبنية القصة نفسها جديد (بالنسبة لي على الأقل). بعد أن انتهيت منها أحسست إنني بحاجة لأن ابدأها مرة أخرى لاستوعبها بشكل أفضل. في كتابات نورا هناك حزن وألم ورغبة في تخطي كل ذلك
وفي إحدى زياراتي لمكتبة ديوان وجدت مسرحية "اللعب في الدماغ" لخالد الصاوي مطبوعة ومرفقة بشريط مسجل للأغاني. شاهدت هذه المسرحية ثلاث مرات (منهم مرة كان وجهي متورماً تماماً بعد خلع جميع ضروس العقل) والرابعة كانت في الإسكندرية. يطلق عليها البعض تسمية "الكباريه السياسي" بقصد التقليل منها، ولكنها أعجبتني وأضحكتني جداً. كما أن الأغاني والعديد من الإفيهات دخلت في قاموس كلماتنا أنا وأصدقائي
وآخر ما قرأت قصة "قنطرة الذي كفر" لمحمد مصطفى مشرفة (شقيق العالم الكبير). لم أجد أي موقع لهذا الكتاب للأسف. القصة مكتوبة باللغة العامية المصرية (أول قصة اقرأها بالعامية. أعرف إن "لبن العصفور" ليوسف القعيد بالعامية أيضاً ولكني لم أقرأها بعد). تعتمد القصة في سردها على أسلوب تيار الوعي والتداعي الحر: فقصة تسلمك لقصة تسلمك لأخرى بدون أن يكون هناك ترابط بينهم وبدون أن ينقص ذلك من سحرهم. النهاية ضعيفة إلى حد ما (ومستعجلة) ولكن القصة ككل أعجبتني. جدير بالذكر أن في عرض "حلاوة الدنيا" الذي عرضته فرقة الورشة الشهر الماضي على مسرح الجمهورية كان هناك مشهد مأخوذ من هذه القصة
اعتراف: كتابتي لكل هذا هو هروب من كتاب الاستشراق لإدوارد سعيد الذي يتأملني من فوق مكتبي وينتظرني بصبر يكاد أن ينفذ
بعد قراءة ثانية لما كتبت الآن أنا سعيدة لأنني لم اتجه للنقد الأدبي
سؤال يحيرني: لماذا أعدت قراءة العديد من كتبي المفضلة الفترة السابقة؟ هل افتقدت أشخاص بعينهم؟ أحاسيس معينة؟ حالة مزاجية معينة؟ أغلب القصص التي أعدت قراءتها مرتبطة عندي بالطفولة وأيام يسير فيها الوقت ببطء فاستمتع بالأشياء لوقت أطول، قصص ارتبطت عندي بوقت ما قبل الغروب والصباحات المبكرة الهادئة
"تعلق صديقة لي على نهمي في القراءة فتقول: "خليكي إنتي مع أصحابك الخياليين