...كان ياما كان، يا سعد يا إكرام، ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام
كان في تلات تيران عايشين في غابة، واحد أبيض وواحد أحمر وواحد أسود، وكان عايش معاهم في الغابة أسد لكن ماكانش بيقدر عليهم لإنهم كانوا متجمعين مع بعض عليه. الأسد قعد يدحلب ويتسحلب لحد ما بقى صاحبهم ورايحين جايين سوا طول النهار، وسهرات وخروجات وعزومات ياما! وفي يوم من الأيام الأسد اخد التور الأسود والأحمر على جنب وقال لهم: "ماحدش فاضحنا في الغابة دي غير التور الأبيض! لونه أبيض كده وملعلع وحيخلي الصيادين ياخدوا بالهم مننا وباقي حيوانات الغابة يحسدونا! لكن أنا وانتم ألواننا قريبة لبعض، بأقول إيه...سيبوني آكله علشان نقدر نعيش في الغابة مطمنين وكافيين خيرنا شرنا
"!قالوا له: "لأ إذا كان فاضحنا وغرضك أمننا وسلامتنا...يبقى تاكله طبعاً
.وفعلاً الأسد ماكدبش خبر واكل التور الأبيض
عدت الأيام في السهرات والخروجات والعزومات، وفي يوم كده الأسد اخد التور الأحمر على جنب وقال له: "التور الأسود ده صوته عالي أوي وهيلم علينا الصيادين، لكن أنا وأنت صوتنا رقيق! أنا بأقول آكله عشان نقدر نعيش في هدوء والغابة ماتقولش علينا إرهابيين
"!التور الأحمر وافق: "ده كله إلا الإرهاب يا جدع
.والأسد ما كدبش خبر واكل التور الأسود
مافيش كام يوم، والأسد والتور الأحمر قاعدين يشيشوا، الأسد زغر للتور الأحمر وقال له: "بأقولك إيه يا تور أنت...أنا هآكلك! طلبت معايا آكلك!"
".التور الأحمر قال: "طيب خليني أصوت على نفسي تلات مرات...إكمن مافيش تور فاضل يصوت عليا
الأسد قال له يصوت على بال ما يخلص حجر المعسل
"!قام التور الأحمر رقع بالصوت: "يا خيبتك يا أحمر يا خيبتك...يا خيبتك! أنا اتاكلت يوم ما اتاكل التور الأبيض
__________
القصة الأصلية منسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ولكني أعدت صياغتها. وردت القصة في كتاب مجمع الأمثال للميداني والمستقصى في أمثال العرب للزمخشري